خطوبة مغني الراب بلطي

احتفل أول أمس بخطوبته... الشاب بلطي

خطيبتي تكرهني وتكره الراب

لم تكن موسيقى الراب معروفة في الشارع التونسي إلى حدود السنوات الأخيرة وكان البعض من شبابنا يقبلون عليها من بعض الأمريكيين والغربيين بشكل عام إلى أن بدأت تظهر تدريجيا وبدأت الأمور تتغير في مشهدنا الموسيقي لتقدم لنا هذه الموسيقى أبا مؤسسا رغم صغر سنه وهو بلطي الذي احتفل أول أمس بخطوبته

وهو يعتبر هو الآخر ظاهرة في حد ذاتها وأصبح رمزا لهذه التعبيرة الفنية التي اعتمدها في التعبير عن الشباب وقضاياه مثل البطالة وغياب العدالة والفساد وحتى السياسة وغيرها من المواضيع التي كانت حتى الماضي القريب تدخل في لائحة الممنوعات والمحظورات.

وفي الحوار التالي مع بلطي مزيد من الدقة والجدل والصدق والجرأة حول عدد من المواضيع التي تطرقنا لها تباعا .

* هل يمكن أن نتحدث عن موسيقى الراب في تونس؟

الراب هو شعر مغنى ظهر تاريخيا مع السود في أمريكا وكانت دوافعه الاساسية محاربة التمييز العنصري والطبقي...

*وما الذي يشرّع لهذه الموسيقى ويعطيها هويتها في تونس؟

اللغة هي التي تعطي للراب التونسي هويته زيادة على المواضيع التي يطرحها فنان الراب التونسي في أغانيه، أغان تتحدث عن اهتمامات التونسي ومعاناته وهمومه والفنان الصادق هو الذي يطرح بجرأة مواضيع تشغل بال شعبه...

*الغرض النبيل لموسيقى للراب يقابله إزعاج وقلق فهو يصدع الأذن ويسبب الملل باعتباره يكرر جملة موسيقية واحدة في كل العالم تقريبا؟ زيادة على ألفاظه السوقية في غالب الاحيان؟

قد يصح هذا الرأي في حدود معينة، في حدود الذين تعودوا بنمط موسيقي آخر من الكبار لكن لا أعتقد أن الأمر كذلك بالنسبة للشباب وللمغرمين والمؤمنين بالراب بشكل عام...

زيادة على أن المسألة هي مسألة وعي في المرتبة الأولى، ولهذا يستخدم مغنو الراب غالبا أسلوبا بعيدا عن الاستعارات ليستبدلونها باللغة العامية و»لغة الشارع» لأنها أصدق وتمثل التعبير الكامل كما أن الجمهور ليس مضطرا لأن يكون مثقفا وذكيا وصاحب شهادات عليا لفهم الأغاني، يمكن للجميع سماعنا وفهمنا.

بالنسبة إلي سأحاول في تجاربي القادمة الخروج من الجملة الواحدة وبالمناسبة أحيطك علما بأن لي تجربة جديدة ستجمعني بسمير لوصيف...

*على أي شكل ستكون هذه الخلطة العجيبة بين المزود والراب؟

سيكون زواجا ومزاوجة بين موسيقات وتعبيرات فنية، بين المزود والراب للتطرق الى موضوع خطير وهام وهو حلم الشباب بالهجرة خلسة، أي الحرقة، وسأتقمص في الأغنية الثنائية التي سنقدمها معا مع سمير الوصيف دور الشاب الحارق وسمير دور الأب وسيكون كل واحد منا بخطابه الموسيقي، هو بالمزود وأنا بالراب...

* في اعتقادك من هو المستفيد من هذا التعامل الثنائي، من سيركب على نجاح من؟

بعيدا عن الغرور هذا اللقاء هو لقاء أقطاب، سمير نجم في الفن الشعبي وأنا نجم في موسيقى الراب وأعتقد أن إضافة الواحد للآخر ستكون حاصلة...

*من سيكتب وسيلحن هذه الأغنية؟

بالنسبة لكلمات جزء الراب من الأغنية ستكون بإمضائي أما كلمات سمير لوصيف فسيكتبها شاعره معز الدباسي... وسيلحن هذه الأغنية ويوزعها الأستاذ الشاب شكري بوديدح.

*كيف تقبلت دعوة أمريكا الرسمية والاسمية لحضورك في يوم للثقافة التونسية هناك مقابل التعيينات التونسية الأخرى لبقية المشاركين؟ يعني هل كنت تتصور أنك ستكون داخل القائمة لو كان الأمر «بالأكتاف» الثقافية؟

أولا لا يخفى على أحد أن الراب بدأ في تونس بصفة خفية وغير معلنة وشخصيا الجمهور عرفني من خلال المواقع الالكترونية، أما بالنسبة لدعوتي من طرف الأمريكان فقد أسعدني جدا وكان بمثابة الاعتراف الرسمي بقيمتي كشاب عربي وتونسي يجيد فن الراب، هي دعوة من مهد هذه الموسيقى التي غيرت الكثير سياسيا واجتماعيا وقاومت الميز العنصري، هي موسيقى عمرها 40 سنة وهي موسيقى شعبية ومرتبطة بالثورة والتغيير وليست موسيقى سندويتش وقشور كما يظن البعض...

*صرحت على إثر عودتك من أمريكا أنك أمضيت مع شركة إنتاج هناك لإنتاج وتوزيع أعمالك فأين وصل المشروع ؟

بصراحة كنت أنتظر الكثير من هذه الشركة التي اكتفت إلى حد الآن بتسجيل أغنيتين لي لما كنت هناك على عين المكان لكن إلى حد الآن لم أتلق أي اتصال منها ويبدو أن هذا الحلم لم يكن حلم يقظة بل كان حلم منام... في رأيي فنانو الراب في أمريكا هم أنفسهم في أزمة ولهم مشاكلهم لهذا لا أنتظر الكثير منهم.

* إذا الحل هو في الغناء في تونس في المطاعم والملاهي؟

بالعكس أنا اتخذت قرارا بألا أغني مستقبلا لا «لمزطول» ولا «لمخمور» فاقد الوعي ولن أقدم أغاني لا في الملاهي ولا في العلب الليلية وسأكتفي بالمسارح خاصة بعد نجاح تجربي في المهرجانات التي فاق عددها 35 مهرجانا هذه السنة...

المسألة مسألة قناعة، فهل من المعقول أن تغني عن الفقر والحرمان والظلم لجمهور يصرف في عشاء واحد ملايين مع اعتبار «الرشق» والمنح التي تصرف في المعاكسة، باختصار مواضيع أغاني ليست لهؤلاء فهي تزعجهم وتزعجني...

يعني «بنات باس بارتو» كما غنيت وأحدثت ضجة مؤخرا؟

المسألة أخذت أبعادا أخرى عندما روج لهذه الأغنية على الانترنات بمصاحبة صور مقرفة. وتوضيحا للأمر أٌقول أنني غير مسؤول لا على هذه الصور ولا على الفهم الخاطئ للأغنية فأنا تحدثت عن المرأة السهلة التي تباع بالمزاد العلني لحما رخيصا...أما المرأة التونسية فليس لي معها أي إشكال، فهي شقيقتي ووالدتي وخطيبتي...

* احتفلت بخطوبتك أول أمس فمن تكون هذه الذي رق لها قلب بلطي؟

هي طالبة في السنة الثالثة فرنسية وأصيلة القيروان وسيدي بوزيد من الأب والأم وكانت تكره الراب وتكره بلطي «الرابور»، لكن الآن الأمور تغيرت فهي أول المهتمين بموسيقاي...

*ألا تخشى العقد ومركبات النقص من هذا الارتباط فهناك فوارق عديدة بينكما منها أنها باكالوريا زائد 3 وأنت باكالوريا ناقص أربع وهي ابنة الحمامات وأنت من السيجومي؟

لا أرى هناك فرق كبير بين التعليم والشهائد وبين الثقافة وأنا أعتبر نفسي مثقفا عصاميا ولي الثقة التامة في أفكاري زيادة على أن خطيبتي لا تولي اهتماما لهذه المسائل الثانوية...

*قد تكون منبهرة في الأول بنجوميتك وتعاملك وفق مثل «ضرب الحبيب أكل زبيب» في البداية فقط؟

الحب هو العمود الفقري لأي علاقة بين رجل وامرأة.

* من بين ألبوماتك الجديدة الذي يحمل عنوان «جورنال» فهل تحولت الى زميل؟

زميل على طريقتي، في ألبوم «الجورنال» تقمصت دور الصحفي المراسل أو المبعوث الخاص الذي يستقي المواضيع مباشرة وعلى عين المكان مثل البطالة والظلم والصداقة والفساد والحرية وغيرها وهو الصحافي الأمين الذي يخبر عن وضع أهله وشعبه وينقل شواغلهم بأمانة وعندما تسمع كل الشريط تجد نفسك إزاء جريدة جامعة لكل الأركان والمواضيع...

* ما هو جديدك القادم؟

أفكر في المشاركة في أيام قرطاج الموسيقية خاصة في صيغته الجديدة التي لم تعد مهرجانا للاغنية كما هي عليه بالتصور القديم...

Post a Comment (0)
Previous Post Next Post