اخر الاخبار عن الفنان القدير لمين النهدي


لمين: العناية الالهية أعادتني إلى جمهوري

في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس طرقنا باب بيت الفنان القدير لمين النهدي لنجد أفراد عائلته المتكونة من 3 أنفار وقد التفّوا حوله استعدادا لمغادرته للبيت نحو المستشفى أولا لتغيير ضماداته التي غطّت الجزء العلوي من صدره, ومن ثمة في اتجاه منطقة الحمامات وهي الوجهة التي اقترحها عليه أطباؤه طيلة فترة النقاهة التي ستتواصل شهورا قادمة.

منذ 23 أوت والى حد تاريخ 13 أكتوبر على الساعة السابعة مساء لم يلمح لمين النهدي جدران بيته, بل قضّى الفترات الطويلة التي فصلت بين هذين التاريخين بين المصحة والمستشفى العسكري الذي جاء اليه في وضع حرج أقلقنا جميعا, ففي تلك الفترة (بداية شهر سبتمبر وحتى منتصفه) انهالت علينا الاشاعات التي تؤكد موت هذا الفنان الكبير متأثرا بمضاعفات عملية القلب المفتوح..

في تلك الفترة ,كان النهدي يصارع الموت فعلا نتيجة التعفنات التي لحقت جروحه ومنطقة الرئتين أيضا.

«الصباح» زارت لمين في بيته ولم نمكث سوى لحظات قليلة في الصالون حتى أطل فناننا الكبير بابتسامة مشرقة وعيون متفائلة مكتظة بالفرح وكعادته تسلم منا باقة الورد وهو يمازحنا بالقول «هل سنسمع حشرجة الورق الذي لفّ فيه هذا الورد حين نلتقط الصور؟»

عاد «امبراطور الكوميديا» الى بيته وأهله ومحبيه وعاد أيضا الى عالم الأضواء كمبدع يتفاءل بالغد الجميل الذي سيكمل فيه ماشرع في التخطيط له.. عاد كمبدع لا كمريض لازم المستشفى طيلة 52 يوما ,كانت قاسية على كل محبيه..واليوم نحن نحاوره في هذه المصافحة الأولى التي ندعوكم لاكتشاف محتواها, فقد عبرت عما يتمتع به هذا الفنان القدير من قدرة على التجاوز والتحليق نحو عالم الأحلام المتغير..

-حتى آخر اتصال لنا معك ,لم تكن تعلم وحسب ما أفدتنا به أنك ستغادر المستشفى في اليوم الموالي(اتصلنا به مساء الثلاثاء وغادر بعد 24 ساعة)،فهل أخفيت عنا هذا الحدث الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر؟

(يضحك) صدقيني..أنا نفسي لم أكن متأكدا من المعلومة , فقد اجتمع حولي الأطباء صباح يوم الاربعاء وأجروا تحاليلا مفصلة وأعلموني في المساء أن وضعي الصحي مستقر وأنه يمكنني المغادرة لو أردت.

-الحمد لله على سلامتك ولكن فقدت الكثير من وزنك أليس كذلك؟

فعلا.. وأحمد الله على ذلك أيضا ..المهم أنني شفيت وغادرت منطقة الخطر، حتى وزني الحالي يساعدني على التنقل برشاقة على الركح، وهذا مناسب بالنسبة إلي.

-وماذا تذكر من المرحلة الماضية، لحظات الضيق أم تلك التي استقرّ فيها وضعك وغادرت منطقة الخطر؟

لكل لحظة مذاقها، اللحظات الحرجة كانت الأكثر رسوخا في ذاكرتي, فقد أحسست أنني قريب من الموت لا يفصلني عنه سوى مسافة لاترى بالعين المجرّدة, وفي الآن نفسه, شعرت أن العناية الالاهية قد ألهمتني المزيد من الفرص, وأضاف مبتسما «ربّي قالّي الناس اللي يحبوك مازالوا حاجتهم بيك وهاني باش نرجعك ليهم باش تزيد تعمللهم شوية أفلام ومسرحيات».

-كيف تجاوبت مع سؤال وسائل الاعلام عنك بصورة ملحة أو مزعجة في بعض الأحيان، حين كنت في الوضع الحرج مثلا؟

(يضحك) أنا أحترم وسائل الاعلام جميعا،ولا أنكر أنها أهم سند لي طيلة هذه السنوات التي عملت فيها كممثل، منذ البدايات والى اليوم،»هاذي خدمتهم» وأنا أحترم ذلك، وفي الفترات الحرجة التي كنت فيها غير قادر على الكلام كلفت من يرد على المكالمات الهاتفية بدلا عني.

"الصباح" مثلا كانت سندا حقيقيا لي في مسيرتي مذ قدمت مسرحيات «فرّ فرّ» و»الكرّيطة» و»في بلاد الهاو هاو», وأول مقال كتب عني في بداية السبعينات كان في جريدة «الصباح» ,لذلك أجدد لكم شكري على هذه الاحاطة وعلى وقوفكم الى جانبي في أحلك الظروف.

-هل يحقّ لنا أن نسأل عن جديدك للشهور القليلة القادمة؟

طبعا..ولكن بعد استشارة الأطباء والتي ستستمر للشهور الستّة القادمة, عليّ تتبع العلاج الذي أملوه عليّ, وطبعا أقلعت عن التدخين «اللي ضرّني برشا» ,تصوّري أن التدخين يسبب 34 مرضا مزمنا للانسان, وأستغل الفرصة هنا لأنصح كل الشبان بالاقلاع عنه فبعض مضارّه تظهر فيما بعد.

لديّ مشاريع كثيرة مع المنصف ذويب ومع ابني محمد علي النهدي ومع ابراهيم لطيّف وغيرهم, «ان شاء الله ربّي يشفيني ونرجع بالجديد ان شاء الله».

Post a Comment (0)
Previous Post Next Post