الأولياء وبرنامج «سفيان شو»: ما نشاهده تغريب لأطفالنا وطمس لهويتنا

هذا ذنب اقترفوه في حق ابنائنا... لقد شوهوا تلك البراءة بمساحيقهم المزيفة، نحن في حاجة الى غرس قيمنا الحميدة وعاداتنا وتقاليدنا في عقول ابنائنا لا طمسها وتسميمها...
أتمنى أن أكون ضمن هؤلاء الاطفال لأعبر عن مواهبي وأكشف عن طاقاتي واتجمل وأرى نفسي في شكل مغاير دون التجرد من براءتنا...
هكذا كانت تعاليق الأولياء والاطفال حول برنامج الاطفال «سفيان شو» الذي شرعت قناة تونس في بثه مؤخرا وينشطه الممثل سفيان الشعري.
«الشروق» جمعت آراء وردود افعال الامهات والآباء والابناء فتراوحت بين مؤيد ورافض لمضمون «سفيان شو».
وسط مجموعة من الاطفال التقيناه جلبنا بطلاقة لسانه، وحيوتية المفرطة وعن سؤالنا اجابنا بكل اريحية وثقة في النفس «انا أحب جدا السبوعي» ومن منّا لا يعشقه سواء في التنشيط او التمثيل... أعجبني جدا في «سفيان شو» وأتمنى ان اكون ضمن هؤلاء الاطفال لأعبر عن مواهبي هكذا عبر التلميذ أيمن العيادي عن رأيه حول «سفيان شو». أما صديقه مهدي ظافر فتدخل ليوافقه الرأي في اعجابه بسفيان الشعري الممثل لا المنشط ورغم ان البرنامج شده في طريقة طرح الاغاني اي «البلاي باك» الا انه يرى ان تلك الزينة المفرطة والمساحيق قد تفسد من اخلاق بعض الاطفال وتدفعهم الى التمرد بالرغم من صغر سنهم الا انه استطاع ان يقيم ما شاهده بعفوية وبأعين ناقدة ليقول «نحن نريد الكشف عن مواهبنا دون التجرد من براءتنا».
* ... حين تهتز البراءة...
حين تهتز البراءة... ماذا يبقى من الطفولة؟ مساحيق وشعر مستعار بالرغم من جماله الا انه اظهر صورة مشوهة لطفلة صغيرة مازالت لم تتجاوز بعد الـ10 سنوات... انا في سن الـ14 وارفض ان اضع كل تلك الزينة (تستدرك قمر الزمان) هذا الجانب السلبي في «سفيان شو» لكن ما اعجبني في هذا البرنامج تلك المواهب والطاقات التي كشف عنها الاطفال بطريقة قد لا تصدق احيانا.
* تجاوزات
آراء الاولياء حول «سفيان شو» اختلفت بقدر ما تشابهت لتلتقي عند الرفض لمضمون هذا البرنامج يقول السيد نجيب (أب) «نحن لا نرفض الفكرة ولا نحرم الاجتهاد خاصة ان الفكرة جديدة ولم نعهدها في قنواتنا الفضائية لكن للأسف هناك تجاوزات فالطفل في غنى عن تلك المساحيق التي تشوه براءته نحن نريد ان نرى اطفالنا وهم على طبيعتهم».
هذا الى جانب «البلاي باك» الذي اعطى صورة مغايرة لصوت الطفل فأين الاجتهاد إذن؟
* طمس للهوية
الفكرة جيدة لكن طريقة الطرح تجاوزت الحدود الى المبالغة فهل يعقل ان تظهر فتاة في عمر الورود بكل تلك الزينة، لقد سمموا افكار ابناءنا وطمسوا هويتهم ففي الوقت الذي يحاول فيه الاولياء زرع القيم والعادات والتقاليد في ابنائهم يأتي هذا البرنامج ليبعث فيهم عادات «بريتني سبيرس» وغيرها من لباس و»لوك».. بغضب شديد تحدثت السيدة ألفة وفي زحمة المارة غابت عنا تاركة لنا بعض الكلمات «عيب ما يفعلونه في حق البراءة».
السيدة سعاد (أم وجدّة) بابتسامة عبرت عن اعجابها بسفيان الشعري الممثل وليس المنشط قائلة: «انا احب السبوعي لكن ما يفعله الآن «ما يطلعش عليه» حركاته وطريقة كلامه لا يمتان للتنشيط بصلة... هذه ليست مهمة».
* صدمة
هو محام وأب لطفلة ترنحت خطواتها بين والديها التقيناهم فقطعنا رحلة تسوقهم، لم يترك المجال لزوجته بل بادر هو بالحديث وكأنه كان ينتظر الفرصة كي يعبر عما بداخله «سعدت جدا عندما رأيت بعض لقطات هذا البرنامج لكني صدمت عندما شاهدت حلقة كاملة يوم الاحد ، اطفال صغار لم يتجاوزوا الـ10 سنوات ظهروا وكأنهم تجاوزوا الثلاثين ما هذا الذي اقترفوه في حق ابنائنا؟! ليس هذا ما نريد زرعه في اطفالنا، انا مستاء جدا، لست ضد انصهار الحضارات والانفتاح على الغرب لكن ليس على حساب تلك الصفحة البيضاء التي مازالت في حاجة الى التربية السليمة ومنبعها ديننا واصالتنا»
* ميوعة
بين مؤيد للفكرة ورافض للمضمون تحدث السيد محمد علي عن نوعية ضيوف سفيان شو والتي لا علاقة لها بالاطفال او باغانيهم حسب رأيه، الى جانب لجنة التحكيم التي كان من المفروض ان تتغير من حلقة الى اخرى. يقول السيد محمد ما علاقة كوثر الباردي وعبد الحميد قياس بقواعد الغناء حتى يحكموا على هؤلاء الاطفال ليكرروا نفس الكلمات «عسل، يقتل، ايهبل، محلاها روبتك».
كلمات هنا وهناك وعبارات مبعثرة وجمل غير متناسقة نستمع اليها في كل مرة انها قمة الميوعة.
السيدة آمال تجاوز نقدها لـ»سفيان شو» لتتوجه باللوم لهؤلاء الامهات والآباء الذين يشجعون ابناءهم ويعلمونهم تلك الاغاني الغربية والمزود وتقول «أنا لست ضد المواهب لكن ليس بهذه الطريقة وبهذه الاغاني».
بغضب... وبلوم...وعتاب... التقت آراء وردود افعال بعض الاولياء حول برنامج «سفيان شو» وبالرغم من بعض الاستحسان للفكرة الا ان رفض مضمون هذا البرنامج كان قاطعا.

Post a Comment (0)
Previous Post Next Post