أنتم لا تحترمون الأحياء، احترموا على الأقل الأموات (à lire)

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.
عدد كبير من التونسيين يعتمدون الفايسبوك أو كثيرا من وسائل الاتصال الأخرى ليكتفوا بشتم الآخر(النظام السياسي أو من يؤمن برأي مخالف لهم...) على أساس أن هؤلاء الذين يكتفون بشتمهم لا يؤمنون بحرية التعبير ويحتكرون الحقيقة والرأي الواحد والموقف الواحد فكيف تجدهم يتصرفون؟

يكفي أن يكون لواحد من الناس راي مخالف لهم حتى ينعتوه بأقذع النعوت وأبشعها فهو حسب انتماءاتهم إمّا متغرّب أو سلفيّ أو موال أو ...

وفي كل الأحوال لا يخرج هؤلاء عن أن يفعلوا ما يلومونه على الآخر فإذا بهم يذكّرونني بقول الشاعر العربي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.
ويبدو اننا في عمق أعماق العار
.
وأكثر من ذلك بعضنا لا يمتلك أبسط الأخلاق في احترام الموتى على الأقل. وآخذ مثالا على ذلك وفاة المطرب الشهير مايكل جاكسون رحمه الله (وأنا أدعو بالرحمة لكل الناس لأن كل الناس مفتقرون إلى رحمة الله تعالى وهو أدرى بقلوبهم) فقد قرأت آراء غريبة مليئة حقدا وعنفا لا يتلاءم مع جلال الموت.

ولكم عجبت لأحد الصحفيين المعروفين يتحدث عن الرجل المتوفّى قائلا: رحل غير مأسوف عليه، وقائلا: لقد عاش أكثر مما ينبغي. قهل أخذ هذا الصحفي مكان الله تعالى (أستغفر الله) ليعرف إن كان عاش أقل أو أكثر مما ينبغي؟ وهل وضع نفسه ولو لحظة مكان عائلة المتوفّى ليقول: غير مأسوف عليه، وكأن الموت فرصة للشتامة...في حين أنّ الموت مكتوب علينا جميعا يا سيدي. ما رأيكم أن تقارنوا رأي هذا السيد بموقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي مرّت بجنبه جنازة يهودي فوقف احتراما، فقيل له: يا رسول الله إنه يهودي...فأجاب: وماله أليست نفسا؟

كم أنت كريم يا رسول الله في احترامك للموت وعظمته، وكم بعضنا مضحك إذ يصف بعض الشباب بأقذع النعوت لأنهم أرادوا على طريقتهم تكريم فنّان قد لا يعجبك فنّه ولكن من حقّهم أن يعجبهم. كفاكم مصادرة لآراء شباب تونس. إنه متنوع فاتركوه متنوعا كما هو وعلّموه احترام الحريات عوض أن تتشدقوا بها وبعضكم ألعن كثيرا ممن ينتقدهم.
عاشت حرية الرأي واحترام الآخر فعلا لا شعارا زائفا، ولنتّصف بالأخلاق التي تعلمنا أن نذكر الموتى أي موت بخير وأن نحترم ما يتجاوز إدراكنا وحدودنا البشرية
Post a Comment (0)
Previous Post Next Post