قتلى جدد واتساع مظاهرات ليبيا



 
سقط مزيد من القتلى اليوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية في ليبيا التي دعت لها قوى معارضة ونشطاء عبر الإنترنت لما سموه يوم الغضب أو "انتفاضة 17 فبراير" من مدينة البيضاء شرقا وحتى مدينة الزنتان غربا، حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مما أوقع ضحايا في كل من البيضاء وبنغازي بعد تشييع قتلى أمس وفق روايات شهود عيان.

ووقعت اشتباكات عصر اليوم في البيضاء شرقي بنغازي ما زالت مستمرة بين قوات الأمن ومتظاهرين عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطوا في المدينة مساء أمس مما أوقع ثلاثة قتلى جدد وأربعة جرحى وفق ما ذكر شاهد العيان أحمد الحسين للجزيرة نت في اتصال هاتفي.

وأشار المصدر إلى أن مسيرة اليوم أكبر من أمس ويشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام الليبي، مشيرا إلى أن الجموع خرجت في مسيرة عقب التشييع من المقبرة رغم منع قوات الأمن لها.

من جانبه قال الداعية أحمد الدايخ من مدينة البيضاء في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على مسيرة شارك فيها أكثر من أربعة آلاف شخص وانطلقت عقب التشييع من مسجد عثمان بن عفان بالمدينة مما أوقع سبع إصابات جديدة لا يعرف ما إن كان بعضها فارق الحياة، مشيرا إلى أن المواجهات ما زالت مستمرة.

إحراق صورة الزعيم الليبي معمر القذافي في مظاهرات مدينة البيضاء (فيسبوك)
بنغازي وأجدابيا
وفي مدينة بنغازي أفادت مصادر مطلعة للجزيرة نت بأن مظاهرات كبيرة بالآلاف انطلقت بعد ظهر اليوم في ميدان سوق الحوت بالقرب من ميدان البلدية وسط بنغازي القديمة، موضحة أن المتظاهرين سيتجهون إلى ميدان الشجرة الذي يعد من أهم ميادين المدينة ويتفرع عنه عدد من الشوارع المهمة.

وأشارت تلك المصادر إلى وجود أنباء عن سقوط ستة قتلى في مواجهات بنغازي حيث أطلق مؤيدو النظام الليبي بلباس مدني (البلطجية) الرصاص الحي على المتظاهرين في شارع جمال عبد الناصر وكذلك في شارع عمرو بن العاص وسط المدينة.

كما وقعت اشتباكات في منطقة الشابي على البحر قرب محكمة شمال بنغازي بين المتظاهرين والأمن ومن يسمون بالبلطجية أثناء وقفة لحقوقيين يحتجون على استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين.
 
وقال الصحفي عاطف الأطرش للجزيرة إن السلطات تفرض تعتيما على الأحداث بعدما اعتقلت عددا من الصحفيين في مدينة بنغازي.

وفي مدينة أجدابيا بضواحي غرب بنغازي قال الصحفي منصور عاطي للجزيرة نت إن أربعة قتلى وجريح سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي والأمن الداخلي والمثابة الثورية ومقر التوجيه الثوري.
 
وأشار إلى أن قوات الحرس الثوري أطلقت الرصاص الحي على المحتجين، وفي السياق ذكرت مصادر للجزيرة نت أن المتظاهرين قاموا بتمزيق الصورة الكبيرة للزعيم الليبي معمر القذافي وسط المدينة.
 
كما خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين اليوم في مدينة درنة شرقي بنغازي تخللها أعمال حرق لمقار ومطالبة بإسقاط النظام الليبي. واحتجاجات مماثلة في مدينة شحات.
 
وخرجت مظاهرات في مدينة الزنتان جنوب طرابلس العاصمة وأحرق المتظاهرون مقر اللجان الثورية, ومركزا للشرطة ومقرا للأمن الداخلي.

وتأتي تطورات اليوم بعد مظاهرات شهدتها عدة مدن ليبية، تخللتها مصادمات عنيفة بين المتظاهرين من جهة وقوات الشرطة ومن يعرفون بعناصر اللجان الثورية من جهة أخرى.

وقال شهود عيان ووسائل إعلامية إن نحو 13 شخصا سقطوا في مظاهرات أمس، بينما تجاوز عدد الجرحى مائة جريح حالة العديد منهم خطيرة.

وفي بداية المظاهرات ردد المتظاهرون شعارات للمطالبة بمزيد من الحريات والحقوق، غير أن سقف مطالبهم ارتفع لاحقا إلى المطالبة بإسقاط النظام، وذلك في أعقاب القسوة التي قابلت بها الشرطة المتظاهرين، وتغاضيها عن تهجم عناصر اللجان الثورية المسلحين بالسلاح الأبيض و"البلطات" على المتظاهرين.

وتخلل أعمال العنف قيام المتظاهرين بإحراق مركز للشرطة وسيارات تابعة لها، عدا عن إحراق صور الزعيم معمر القذافي.

اشتباكات بين القوات الليبية ومتظاهرين ليلا 
اعتقالات بالجملة
وقد عمدت السلطات الليبية -منذ عدة أيام، ومنذ دعوة نشطاء الإنترنت للتظاهر اليوم الخميس بمناسبة الذكرى السادسة لانتفاضة بنغازي 2005- إلى اعتقال عشرات النشطاء المعارضين والأدباء والصحفيين، والشباب لمنعهم من المشاركة في مظاهرات اليوم، كما لجأت إلى قطع خدمة الإنترنت عن أجزاء في المنطقة الغربية من البلاد.

وقد نددت منظمات حقوقية بحملة الاعتقالات، ودعت السلطات الليبية للإفراج عن المعتقلين، وتجنب اللجوء للعنف معهم.

كما أدان الداعية الإسلامي الليبي علي الصلابي استعمال العنف مع المتظاهرين وقال -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- "أحمّل الدولة المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على دماء وأموال وأعراض مواطنيها، وأحذرهم من غضب الله تعالى من قتل النفوس بغير حق مع الإصرار والتعمد".

وفي الوقت الذي واصل فيه التلفزيون الليبي الرسمي بث صور مظاهرات مؤيدة للقذافي ومنددة بقناة الجزيرة، وزعت شركة الهواتف الخلوية "ليبيانا" على المشتركين رسائل تهديد "لكل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمر الأربعة" -التي تحدث عنها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في أغسطس/آب 2007- "وهي: القذافي الأب، والدين الإسلامي، وأمن الدولة، والوحدة الوطنية"
Post a Comment (0)
Previous Post Next Post