معاكسات الفتيات للفتيان : صورة مقلوبة رأسا على عقب


كيف يمكننا أن نقارن وجه الميوعة والفساد بوجّه الفضيلة و الطاعة, فهما وجّهان مختلفان في صورة واحدة, هكذا هي الصورة المشابهة لصور عديدة وظواهر تغزو مجتمعنا. فكلّ شيء في حياتنا تغير و أصبحنا نسير عكس اتجاه الرياح..ومن بين هذه الصور, صورة مقلوبة رأسا على عقب فالمرأة أصبحت مشابهة للرجل ليس شكلا فقط بل وسلوكا أيضا فبعد معاكسات الفتّيان للفتيات ليتغزّلوا بجمالهنّ في الطريق والأماكن العامة أصبحنا نرى عكس ذلك, فالفتيات يعاكسّن الشبان وأصبحنا نرى صورة الخجل مرسومة على ملامح الرجال, بينما الفتاة أصبحت تتّصف بميزات الرجولة والخشونة متناسية أنها أنّثى والأنوثة تلزم المرأة احترام هذه الصفة فيها و التي نادرا ما نجدها لدى فتاة اليوم..
ففي الطريق لا تسمع سوى قهقهات الفتيات في محطات وسائل النقل تجدهّن مجتمعات يتصيّدن الجذّابين من الشبان لتتعلق بهم نظراتهنّ و ايحاءاتهن المثيرة ويتنافسن للفوز بسعيد الحظ, سبيلهنّ في ذلك نظرة يفهمها المثقف والأميّ..
غمزات, قهقهات, أساليب متنوعة, جذاذات لأرقام الهواتف وتوضع في جيب الشباب والإمضاء "فاتنة, معجبة أو مغرمة.." ولم تقف معاكسات الفتيات للشبان عند هذا الحد بل تعدته إلى طريقة أخرى للمعاكسة عن طريق الاتصال بأرقام هاتفية فلا تسمع سوى "معذرة, عفوا..أخطأت الرقم..أ أنت فلان؟.."وتستمر الحكاية إلى عبارة "دعنا نتعارف..نلتقي..نربط علاقة.." وتتواصل حلقات المسلسل في سيناريو شديد الإحكام لا يكون إلا بعد منتصف الليل..
وما أغرب حكايات الفتيات اللواتي يحرصّنا على رصيد محترم من مثل هذه العلاقات, فمن تفتخر بنفسها كونها في علاقة مع أربعة أشخاص أو أكثر وكلما أعجبها أحد تعجّل بإدراجه ضمن سجّل انتصاراتها فلا تسمع سوى عبارة "الجديد يا رابح" و "ديما يمشي.."..يا لها من شعارات وعبارات خاوية و مستهترة.!!.
بل يا لها من صورة قاتمة لواقع العلاقات بين الجنسين في مجتمعنا المعاصر, الذي انقلبت فيه الموازين وأساء الجميع الفهم الحقيقي لمعنى المساواة بين الجنسين, المرأة والرجل..واستحالت المساواة لدى أغلبية المجتمع صورة كاريكاتورية تريد فيها المرأة أن تقلّد سلوك الرجل لتكون معه في نفس الدرجة..تتشبّه به دون وعيّ وغياب للفهم والمسؤولية..لتغيب بذلك صفة الأنثى كأنثى..


*Chatroulette SanS ProXy *



  • Theme Forest
  • * *Emplois


    Post a Comment (0)
    Previous Post Next Post